لا يحب الظهور إعلامياً، أكثر من خروج صورته في مجلس الوزراء أسبوعياً، نادر التصريحات، وقليل الحديث، مستمع بامتياز وقارئ ومحلل وهادئ باقتدار، يعرف بدماثة الخلق، وصاحب ابتسامة، وذو تعامل أبوي حانٍ مع المقربين منه من العاملين في مكتبه، بعيد عن التسليط الإعلامي وأضواء الكاميرا، حارق للمراجل ويعشق الإنجاز.. إنه الدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني والذي ظهر أمس الأول في بكين معلنا ترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان بالمبادرة الكريمة للرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي جاءت كما وصف العيبان انطلاقاً من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وانتهاج مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات.

العيبان الذي يتولى مهام رئيس مجلس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الدكتور مساعد بن محمد العيبان؛ يعد أحد الخبراء العالمين المتخصصين في القانون الدولي خصوصا أنه تحصل على  بكالوريوس الحقوق في جامعة هارفارد، وشهادة الماجستير في القانون، والدكتوراه في التخصص ذاته، ويتكئ العيبان على تخصصه في الأنظمة والقوانين.. ويعد الدكتور مساعد بن محمد العيبان، أول رئيس لجهاز الاستخبارات في بدايته ورجل القانون المتخرج من جامعة هارفارد ليعمل أكاديميًّا بجامعة الملك سعود منتقلًا بعدها مستشارًا غير متفرغ في عدد من القطاعات، حتى وصلت رحلته الاستشارية متفرغًا في وزارة البترول والثروة المعدنية، قبل أن ينتقل مستشارًا بالديوان الملكي ويدخل عضوية مجلس الوزراء في أول تشكيل حدد العضوية بأربعة أعوام وذلك في العام 1995 مستمرًّا منذ أكثر من اثنين وعشرين عامًا، ويعتبر العيبان من الوزراء المخضرمين في السياسة والاستراتيجيات الأمنية كونه يمتلك كثيرًا من الميزات الجيوستراتيجية، تجعله رجل المهام الصعبة بكل المعايير، حيث تتلمذ في مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان المخضرمة ونهل من فكر الأمير الشاب محمد بن سلمان، وقاد العيبان ماراثون المفاوضات مع إيران بهدوء وتمكّن واقتدار، برعاية صينية وحقق بتوجيهات الملك سلمان وسمو ولي العهد اختراقا كبيرا بعودة العلاقات الطبيعية مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية. وحظي العيبان بثقة ملوك هذه البلاد وأصبح من خلال احتكاكه بهم وأصبح "رجل الدولة"، من الطراز الأول، وهو المستشار في القضايا الشائكة العالقة والحالكة، وهو الذي يعمل بصمت وهدوء.

الوزير مساعد العيبان لا يكاد يخلو استقبال لخادم الحرمين الشريفين، أو ولي العهد، لأي زعيم أو مسؤول جاء من أي بقعة في الأرض، دون وجوده، وهذا يكشف مدى أهميته وثقة القيادة الحكيمة به، وعندما تحدث العيبان في الكلمة معاليه التي ألقاها خلال الجلسة الختامية للمُباحثات التي سبقت التوقيع على الاتفاق بين المملكة والجمهورية الإسلامية الإيرانية باستضافة ورعاية من جمهورية الصين الشعبية عن ترحيب قيادة المملكة بمبادرة الرئيس شي جين بينغ فإن ذلك جاء انطلاقاً من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وانتهاج مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات. العيبان تحدث بتفصيل عن دعم  قيادات الدول الثلاث (المملكة والصين لهذا الاتفاق التاريخي)، والذي تم خلاله بحسب العيبان مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات والسبل الكفيلة لمعالجتها، حيث حرصت المملكة على أن يكون ذلك في إطار ما يجمع البلدين من روابط أخوية، وفتح صفحة جديدة تقوم على الالتزام بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمواثيق والأعراف الدولية.

ويعتبر العيبان وزير الدولة المعين منذ عام 1995 حتى الآن، من الوزراء المحنكين في العمل السياسي والأمني، إذ جال الأقطار حاملا الرسائل الملكية، فهو مبعوث الملوك الدائم الذي حاز على الثقة منذ قيادة الملك فهد بن عبدالعزيز، -رحمه الله-، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وتجد العيبان المرافق للقيادة في جولاتها المكوكية لقارات العالم والملازم لهم والخبير الحصيف بالشأنين الداخلي والدولي والقائد الإداري الفذ المسندة له العديد من الملفات المهمة في خارطة الوطن، إن ما تم التوصل إليه أمس الأول ما هو إلا تأكيد على مبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها يُعد ركيزة أساسية لتطور العلاقات بين الدول وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا، وبما يعود بالخير والنفع على البلدين والمنطقة بشكل عام، وبما يعزز السلم والأمن الإقليمي والدولي.

لقد حظي الإعلان عن استئناف  العلاقات السعودية الإيرانية باهتمام إعلامي عالمي ضخم.. وأرسلت الدبلوماسية السعودية للعالم أنها كانت دائمة مع الحوار لحل الخلافات، لتطوي عقود من الخلافات بين البلدين، رجالات المملكة يصنعون النجاح، العيبان أحد رجالات هذه الدولة.

حظي بحكمة الملك سلمان .. وحنكة ولي عهد.. إنه.. العيبان رجل المهام الصعبة.