• N/Ac
  • |
  • Dublin, United States
  • |
  • May, 17th, 24

پاک سعودی سروس

الرياض - الدوحة.. رفض التدخلات والحصن المنيعتازترین

December 20, 2022

قطر تحتفل والمملكة تحتفي.. "2030" خارطة الشراكة

العلاقة السعودية القطرية تدفع بالمنظومة الخليجية إلى آفاق متنوعة

اتفاق العلا تدشين لعلاقات أعمق من المحيط

أثبتت العلاقة السعودية - القطرية المتعاظمة، قدرتها ليس فقط لتعضيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين فحسب، بل الدفع بالمنظومة الخليجية الى آفاق متنوعة، لتحصين البيت الخليجي من الداخل وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وعدم السماح للتدخل في شؤون الدول الخليجية، فضلاً عن التناغم والتكامل في سياسات البلدين لتعزيز العمل الخليجي والعربي والإسلامي المشترك خدمة للقضايا العربية والإسلامية وإحلال الأمن والسلم العالمي أمنها والحفاظ على استقرارها.

المشاركة الفعالة

وعندما تشارك المملكة قلباً وقالباً حكومة وشعباً في الاحتفاء والاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر، فإن ذلك يجسد حجم العلاقة المتجدزة لشعبي البلدين كونها مستمدة من رابطة الدم والنسب، ومن القواسم الاجتماعية المشتركة، إضافة إلى التطابق في الدين واللغة والقواسم المشتركة. وقطر جديرة بالفخر بإرثها وبيومها الوطني، فقد حافظت قطر على قوة شعبها ووحدته، خصوصاً أن اليوم الوطني القطري يعد تذكيراً سنوياً بالقيم الأساسية لقطر، والولاء لها والتضامن والفخر لشعبها، فهو يوم للإلهام من الماضي والاحتفال بالحاضر واستشراف المستقبل.

ذلك المستقبل الواعد الذي يحافظ على التراث الغني للدولة وهويتها.

ويؤكد خبراء سعوديون وقطريون أن العلاقات الشعبية بين المملكة وقطر علاقات أخوية ضاربة في القدم، ومشاركة المملكة في الاحتفاء باليوم الوطني القطري تأكيد على العلاقات المتينة والمتميزة التي تربط القيادة والشعبين الشقيقين ببعضهما.

اهتمام بتعميق العلاقة

وأولت قيادتا البلدين الشقيقين اهتمامًا بالغًا بتعزيز وتطوير التعاون والتفاهم المشترك، حيث شهدت العلاقات بين البلدين اتصالات مكثفة على أعلى المستويات وتنسيقاً مستمراً على كافة الأصعدة.

حوار استراتيجي

وتتفق الرياض والدوحة على ضرورة مواجهة مختلف التحديات ورفع مستوى التعاون بين الدول الأعضاء بمجلس التعاون إلى أعلى مستويات الشراكة. وارتفع الحوار السعودي القطري الاستراتيجي إلى أعلى مستوياته في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب استمرار التنسيق والتشاور، لإيجاد حلول شاملة لأزمات المنطقة ومواجهة التحديات الإقليمية وتحديداً التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الخليجية وحرص البلدين لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

2030 قاسم مشترك

وتعد رؤية المملكة 2030 ورؤية دولة قطر 2030، إطاراً شاملاً لتعزيز العلاقات الثنائية، وللدفع بالشراكة بينهما إلى آفاق أرحب، وبما يلبي تطلعات القيادة في البلدين ويحقق مصالح شعبيهما الشقيقين.

تعاون وتكامل

ولا يعد الاحتفاء الشعبي والرسمي بين البلدين مستغربًا، نظرًا لما للدوحة والرياض من علاقات خاصة، حيث تجمعهما علاقات الجوار ودول مجلس التعاون والدم العربي والمكون الإسلامي والتعاون الدولي، إضافة إلى المصير المشترك.

وتحتفل دولة قطر باليوم الوطني تحت شعار "وحدتنا مصدر قوتنا" هذا الشعار الدي يحمل معاني سامية تعزز تآزر وتماسك الشعب القطري كسور حصين حول الدولة، ويرمز إلى وحدة الشعوب، وأن الوحدة هي أساس القوة، وأن ذلك يجسد معاني التلاحم الراسخ بين القيادة والشعب في دولة قطر.

وجاء شعار اليوم الوطني تعبيرًا عن حقيقة واقعة يدركها أبناء الشعب القطري بالفعل وهي أن وحدته دائمًا كانت هي مصدر قوته على مر السنين. أنَّ وحدة الشعب القطري كانت وستظل على الدوام هي بالفعل مصدر قوته الحقيقية، وسر الإنجازات والنهضة والتنمية.

المصير المشترك

لقد اتسمت العلاقات السعودية القطرية بالعمق التاريخي الذي تحكمه أواصر المحبة والأخوة والقربى والمصير المشترك، وأسهمت في تعزيز وتنمية التعاون مستقبلاً في المجالات الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والأمنية. كما تربط المملكة بقطر علاقات تاريخية، عززها التفاهم بين قيادتَي البلدَين، ورؤية المملكة 230 ورؤية دولة قطر 2030 وستدفع بالعلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب، لتحقيق الرخاء والازدهار للشعبين الشقيقين. وتقوم العلاقات السعودية القطرية على أسس راسخة من المصير المشترك، وتسهم الزيارات المتبادلة لقيادتي البلدين في رفع التنسيق إلى أعلى مستوياته، إضافة إلى تعميق الروابط لمواجهة التحديات.

مجلس التنسيق يؤسس العلاقة

وأسهم مجلس التنسيق السعودي القطري في تعزيز علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين رجال الأعمال من البلدين، والاستفادة من المزايا النسبية في كلا البلدين، لفتح فرص استثمارية واعدة تحقق التكامل الاقتصادي، ومصلحة البلدين الشقيقين. وتستند مبادرات مجلس التنسيق السعودي- القطري إلى رؤية السعودية 2030، ورؤية دولة قطر 2030، وتهدف لتلبية تطلعات القيادة في البلدَيْن، وتحقيق مصالح شعبَيْهما الشقيقَيْن، والدفع بالشراكة بين البلدَيْن إلى آفاق أرحب، لما يشتمل عليه من مبادرات تعاون نوعية في مختلف المجالات، وآليات حوكمة فعالة لمتابعة تنفيذها.

ويعود تاريخ إنشاء مجلس التنسيق المشترك بين البلدين إلى الخامس من شهر يوليو 2008م، وذلك لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والأمنية والمالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإعلامية.

ويرأس مجلس التنسيق السعودي – القطري من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان ومن الجانب القطري صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. ويشارك في عضوية المجلس عددٌ من كبار المسؤولين في البلدين الشقيقين من أصحاب السمو والمعالي والسعادة.

زيارات متبادلة

وساهمت زيارة سمو ولي العهد لدولة قطر ضمن جولة سموه الخليجية عام 2021 في تعزيز الجهود لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية، والمنظومتَيْن الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة.

قواسم مشتركة

وفي الشأن السياسي هناك قواسم مشتركة وتطابق في وجهات النظر، فضلاً عن حرص البلدين على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية، والسعي لبلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات على بلورة مواقف مشتركة والتشاور إزاء المستجدات في كافة المحافل الدولية، للحفاظ على أمن واستقرار البلدين. وهناك تبادل وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكّدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

قمة العلا.. الانطلاقة

ورحَّبت دولة قطر في 21 جمادى الأولى 1442هـ بـ"بيان العُلا"، الذي أعُلن على هامش اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد في محافظة العُلا، مؤكدة أن هذا اللقاء امتداد لمسيرة العمل المشترك في إطاره الخليجي والعربي والإسلامي، وتغليباً للمصلحة العليا بما يعزز أواصر الود والتآخي بين الشعوب، مرسخاً مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل. كما أكّدا على أهمية التعاون والتعامل بشكل جدّي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، والتأكيد على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

دعم مبادرة الشرق

الأوسط الأخضر

ودعمت قطر تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ الدولية، والتعاون على تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، والتعاون حول تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، والسعي إلى إنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، للإسهام في معالجة الانبعاثات الكربونية بطريقة مستدامة اقتصاديًا. إضافة إلى التعاون في مجالات كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات، للإسهام في استدامة الطلب على إمدادات الطاقة عالمياً. وأعربت المملكة عن تقديرها لدعم دولة قطر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الهامة وإعلانها زرع مليون شجرة قبل بطولة كأس العالم 2022، وزراعة عشرة ملايين شجرة بحلول 2030.

العمل المشترك

وأسست تلك القمة لمرحلة جديدة في مسيرة العمل الخليجي المشترك، عنوانها التضامن والتفاهم والثقة المشتركة والاحترام المتبادل والعمل المؤسسي لتحقيق أهداف المجلس، وتلبية طموحات وتطلعات أبناء دوله وتعبيرًا عن الرؤية المشتركة للمملكة وقطر إزاء القضايا الخليجية والعربية والإسلامية والدولية يتواصل التشاور الإيجابي المثمر بين البلدين في مختلف المحافل والمنظمات الإقليمية والعالمية.

تماسك مجلس التعاون

ويشكل مجلس التعاون الخليجي مجالاً رحباً للتشاور القطري السعودي المشترك من أجل دعم مسيرة المجلس في مختلف مجالات التعاون وتحقيق الآمال الطموحة لشعوب المنطقة، واتخاذ مواقف إيجابية من القضايا المطروحة، ويظهر ذلك جليًا من خلال الاجتماعات بين المسؤولين في البلدين سواء على الصعيد الثنائي أو داخل منظومة دول المجلس. دعم مسيرة المجلس في مختلف مجالات التعاون وتحقيق الآمال الطموحة لشعوب المنطقة، واتخاذ مواقف إيجابية من القضايا المطروحة، ويظهر ذلك جليا من خلال الاجتماعات بين المسؤولين في البلدين سواء على الصعيد الثنائي أو داخل منظومة دول المجلس.

يوم وطني واختتام البطولة

إن تزامن احتفال دولة قطر باليوم الوطني مع نهائي بطولة كأس العالم، يقدم صورة مشرقة ومشرفة عما تمتاز به صناعة القرار في دولة قطر من حكمة وبعد نظر، خصوصاً الاحتفال باليوم الوطني هذا العام يعد أكثر إبهاراً وتميزاً لما له من أثر على شعوب العالم أجمع بمشاركتهم الفرح والاحتفالات بهذه المناسبة.

وكان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد وجه مع انطلاق كأس العالم جميع الوزارات والهيئات والجهات الحكومية بالمملكة بتقديم أي دعم إضافي أو تسهيلات تحتاج إليها الجهات النظيرة في دولة قطر، لمساندة جهودها في استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، في خطوة غير مستغربة من المملكة.

قطر أبهرت العالم

وليس هناك رأيان على النجاح الباهر الذي حققته دولة قطر في تنظيم أكثر المونديالات إبهاراً في التاريخ هو ثمرة اجتهاد وتفان في العمل دام لسنوات من أجل أن يكون هذا المونديال ناجحاً على جميع الأصعدة ومشرفاً للقطريين والسعوديين والخليجيين ولكل العرب، ويرفع هامات العرب بين الأمم. لقد أبهر تنظيم قطر لكأس العالم، الكون بأكمله الذين اتجهت أنظارهم بمختلف اهتماماتهم نحو الدوحة لمتابعة المونديال الحلم لأول مرة على أرض عربية. وبتنظيم مثالي وإصرار لم يسبق له مثيل ليرى الجميع نموذجاً يستحق أن يدرّس. وحكاية تستحق أن تروى.

 

 الشيخ تميم مستقبلاً أخاه ولي العهد في افتتاح كأس العالم

 قمة العلا امتداد لمسيرة العمل المشترك وتغليب للمصلحة العليا