• 4.66c
  • |
  • Dublin, United States
  • |
  • Nov, 24th, 24

پاک سعودی سروس

حارب الحوثيين حتى اللحظة الأخيرة ورفض الاستسلام بعد رحيل صادق الأحمر.. من يرأس قبائل حاشدتازترین

January 08, 2023

حارب ‎#الحوثيين حتى اللحظة الأخيرة ورفض الاستسلام
بعد رحيل ‎#صادق_الأحمر .. من يرأس قبائل.. ‎#حاشد

الشيخ صادق عبدالله الأحمر، سياسي محنك وزعيم قبلي يمني حكيم مهدت له مكانته القبلية التي ورثها من والده المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر، لدخول المعترك السياسي.. وواجه الشيخ صادق الأحمر الذي يعد الابن الأكبر، للشيخ عبدالله الأحمر، معارك اليمن القبلية والسياسية منذ بدايتها حتى يوم أمس الجمعة في العاصمة الأردنية عمان، حتى فارق الحياة بعد حياة قبلية وسياسية حافلة بالإنجازات والأحداث العظمى تاركا وراءه أثرا إيجابيا لنضال استمر لعقود في الساحة السياسة اليمنية التي كانت مليئة بالألغام والمؤمرات وكان آخرها سيطرة الحوثي على العاصمة وإصرار الشيخ صادق مع ابنائه في العيش بها في حي الحصبة الذي شهد معارك متعددة بين قواته ومرتزقة الحوثي، حيث حمل الشيخ صادق الأحمر بنفسه مع ابنائه مدافعا عن أرضه ووطنه وبيته.. وهناك محطات متعددة في حياة الشيخ صادق الأحمر حيث تحالف مع الرئيس الراحل على عبدالله صالح وسانده في معاركه، ثم وقف مع الثورة اليمنية التي أسقطته. ويعد الشيخ صادق من أبرز وجهاء اليمن الذين وقفوا ضد الحوثيين، حتى وفاته أمس، حيث طلب ملك الأردن عبدالله الثاني من الشيخ صادق أن يخضع للعلاج في الأردن بعد تعرضه لوعكة صحية، تحت رعاية وإشراف الديوان الملكي الأردني، فبقي يتعالج هناك حتى توفي بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمز يناهز 67 عاما، ويعد الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد، أكبر القبائل اليمنية.. ونعت أسرة الأحمر رحيله إثر معاناته مع المرض الذي أجبره على مغادرة العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين مطلع أغسطس الماضي، ومنذ ذلك الحين ظل في مركز الحسين للسرطان يتلقى العلاج حتى وفاته.

وورث الأحمر زعامة قبيلة حاشد، بعد أن عُقدت له البيعة عام 2008 في مدينة خمر بمحافظة عمران، شمال صنعاء، خلفا لوالده عبدالله بن حسين الأحمر، المُتوفى نهاية عام 2007، الذي كان أيضا واحدا من أبرز الشخصيات اليمنية التي أثرت في المشهد السياسي منذ الثورة وإعلان النظام الجمهوري عام 1962. ويوصف الشيخ عبدالله بأنه كان رجل التوازنات في اليمن.

وكان الأحمر الابن الأكبر لوالده، وبعد أن تلقى تعليما أساسيا في مصر واليمن، اختار مرافقة الأب على غرار الأبناء البكور لزعماء القبائل في اليمن، وخلال تلك المدة أثّر مع رجال القبائل في أهم الأحداث المفصلية سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وظهرت قدرات الأحمر في التعامل مع العديد من القضايا القبلية، كما فهم الكثير عن عادات وأعراف «حاشد» وغيرها من قبائل اليمن التي كان يتردد عليها ويتعامل معها. وكان الدور الأبرز للأحمر حين قاد مع آخرين من رجال القبائل وما أُطلق عليه ذلك الحين «الجيش الشعبي» وسط اليمن عامي 1981 و1982 لمواجهة الجبهة القومية المدعومة من النظام الاشتراكي الذي كان يحكم جنوب اليمن.

وعلى خلاف والده، لم يكن الأحمر يملك حضورا سياسيا رغم انتخابه من قبل قبيلته عضوا في مجلس الشورى بين عامي 1988 و1993 قبل أن يفوز بمقعد في مجلس النواب حتى عام 2003، ليُعيَّن مجددا بقرار جمهوري في مجلس الشورى.

ويرجع الحضور السياسي الضعيف للأحمر -وهو كما حدث مع أشقائه- للحضور السياسي الطاغي لوالده الذي أسس حزب الإصلاح في اليمن بعد إقرار التعددية السياسية في البلاد عقب توحيد شمال اليمن وجنوبه عام 1990، كما ترأس مجلس النواب منذ 1993 حتى وفاته. ويُسجّل الحضور السياسي الأبرز للأحمر، حين برز على الواجهة السياسية بعد إعلان تأييده للانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح عام 2011، قبل أن تتطور الأحداث إلى مواجهات محدودة في ذات العام بين رجال القبائل التي يقودها وقوات الأمن بمحيط منزله في حي الحصبة بصنعاء. ونعى الشيخ حمير بن عبدالله الأحمر شقيقه الشيخ صادق، الجمعة في العاصمة الأردنية بعد معاناة مع المرض.

المشهد الأخير

واستهدف الحوثيون منازل بيت الأحمر في محافظة عمران شمالي البلاد، حتى وصلت لمنزل الأسرة الرئيس، ومعقل بيت الأحمر. ورغم ذلك رفض الأحمر مغادرة المدينة رغم تهديدات ومضايقات الحوثيين التي دُشنت بالسيطرة على أملاك القبيلة، ومطاردة آخرين، ومن حينها لم يكن يظهر إلا في مناسبات محدودة مثل إحياء ذكرى رحيل والده.

مستقبل «حاشد»

وجرت العادة في اليمن أن يُنصّب أفراد القبيلة، عقب وفاة شيخها، أحد أقاربه وبالتحديد نجله الأكبر ثم الذي يليه، بيْد أن ما أحدثته جماعة الحوثيين من تأثير على البنية القبلية وتراتبية زعامتها وعاداتها وتقاليدها، وتغيير ولاءات وجهائها كما حدث في قبيلة حاشد بالتحديد، جعل من استمرار ذلك العُرْف القبلي بالشكل المعروف أمرا صعبا ومحط أنظار الحوثيين وأطماعهم بتفكيك القبيلة واستهداف زعاماتها.

ووفق مصادر مقربة فإن مشيخة القبيلة ستنتقل للابن التالي للشيخ عبدالله، وهو حمير الأحمر الذي ما يزال باقيا في صنعاء ولم يغادرها رغم سيطرة الحوثيين عليها في سبتمبر 2014. وتحرص عائلة الأحمر أن تبقى قبائل حاشد متماسكة نتيجة الروابط الاجتماعية والتقليدية والموروث الثقافي من الأعراف والعادات القبلية. بينما تسعى قبائل حاشد» إلى انتخاب خليفة من أولاد الشيخ عبد الله لتبقى محافظة على حضورها السياسي مع بقية القبائل التي ما تزال عامل توازن بين المجتمع والدولة، ولها أدوار سياسية ومجتمعية فاعلة.

وخضع الشيخ الأحمر للعلاج منذ نحو ثلاثة أشهر، في إحدى مستشفيات الأردن، وذلك بعد إصابته بجلطة دماغية. وعلمت «الرياض» أن الشيخ الأحمر سيدفن في صنعاء اليوم السبت.