ويعلم الصينيون جيداً، أهمية الممرات البحرية لضمان مرور بضائعهم، وتسهيل دخول باخراتها ونفطها وتعضيد مبادرة الحزام والطريق ولهذا اختارت ميناء جوارد في اقليم بلوشستان على شاطيء العرب كمركز للممر الاقتصادي الباكستاني الصيني والذي استثمرت فيه مليارات من الدولار لتسهيل عبور ناقلات النفط منه إلى العالم.. وفي ظل تهديد إيران لأمن الملاحة البحرية في الخليج بشكل متسارع خلال الفترة الماضية، و استهدافها اعداد من ناقلات النفط في المضايق وتهديدها، بالسيطرة على مضيق هرمز، ستعمد الصين في المستقبل المتوسط والبعيد لضمان أمن الطاقة وسلاسل الإمدادات كون أمن الطاقة والمياه يعد أولوية مهمة بالنسبة للصين والدول الخليجية، على السواء لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية وضمان تسريع مبادرة الحزام والطريق والتي تعتبر تغييرا في قواعد اللعبة الاقتصادية العالمية، بالرغم من أن الصين ليست منخرطة في تأمين المنطقة.
ورغم بعدها الجغرافي، تعد الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، أكثر المتضررين من حروب الملاحة البحرية، حيث تمرر كل تعاملاتها الاقتصادية مع دول العالم عبر البحر، ومن خلال الممرات المائية الإستراتيجية. وأكد مراقبون بأن الصين لن تشكل بديلا عن الولايات المتحدة الأمريكية في حماية أمن الملاحة البحرية بمنطقة الخليج، لعدم وجود فعلي لقوات عسكرية صينية خارج إطار الحدود الوطنية إلا قاعدة جيبوتي فقط. وتجلى التقارب الخليجي مع الصين في القمم الثالث بعد تأكيدات الصين على أهمية التعاون مع الصين لتحقيق سلامة الملاحة وضمان تدفق آمن لإمدادات النفط. وفي المقابل، تزداد أهمية منطقة الخليج بالنسبة للصين، خاصة في ظل مواجهتها المشكلات مع القوى المتنافسة، لذلك فهي بحاجة للحفاظ على شركائها في دول الخليج، كما تطمح إلى حماية مصالحها الاقتصادية سواء "النفطية أو التجارية" والتنموية في المنطقة.
والصين سعت على مدار السنوات الماضية للتغلغل أكثر في الأسواق الخليجية لتحقيق أهداف تنموية خاصة بها بالدرجة الأولى، وأثمرت جهودها عن إنشاء المدينة الصناعية الصينية الأكبر في الخليج بسلطنة عمان. وتمكنت بكين من استقطاب دول الخليج للمشاركة في مشروع الحزام والطريق لبناء أطول جسر بحري في العالم "طريق الحرير"، الذي يربط الصين بأوروبا مرورا بالخليج، والذي يبلغ إجمالي تكلفته تريليون دولار. كما تتمثل أولويات السياسة الخارجية الرئيسة لبكين في الترابط الاقتصادي وأمن تدفقات موارد الطاقة وحماية الاستثمارات الإقليمية. العلاقات الخليجية الصينية تمثل شارعا ثنائي الاتجاه، أي أن العلاقات تسير بين الطرفين في الاتجاهين، ففي الوقت الذي تحرص فيه الصين على الوجود في المنطقة، تبدي دول الخليج انفتاحا للتعاون مع بكين في شتى المجالات.
وأسباب الصين
للاهتمام بالمنطقة
الشرق الأوسط بالنسبة للصين كونها ساحة وقوة عظمى للاستثمار ومصدر للطاقة والتجارة والاستثمارات. والمنطقة العربية هي أهم منطقة للصين بعد منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، وربما أكثر أهمية لبكين مما هو عليه بالنسبة لواشنطن، وفقاً للرؤية الصينية. السبب الاقتصادي الأكثر أهمية في ارتباط الصين بالمنطقة هو إمدادات النفط. وامتداد للجوار المباشر للصين.
وتهتم الصين في الوقت الراهن بحماية حدودها البرية والبحرية الطويلة، كما تمثل حماية طرق الملاحة التجارية أحد أهم أهدافها، خاصة مع استمرار اعتمادها الكبير على التجارة عبر المحيطات لتوفير موارد الطاقة التي لا ينمو الاقتصاد الصيني دونها. الصين تريد أيضاً أن تُثبت لشعبها أنها قوة عالمية قادرة على الوقوف في مواجهة الدول العظمى، والشرق الأوسط أحد أبواب فرض هذا النوع من التوازن.
کریڈٹ: انڈیپنڈنٹ نیوز پاکستان-آئی این پی